بسم الله الرحمان الرحيم
كتاب أريد أن اتوب من الغيبة فما الوسيلة؟
هذا الكتاب يهتم ببيان معنى الغيبة، والفرق بينها وبين النميمة، بعض صور الغيبة، الأعذار المرخصة فيها، بعض الدوافع الباعثة عليها، وحكمها وكيفية الابتعاد عنها.
اقتباس من مقدمة الكتاب:
إن الغيبة عمل لئيم محقور، وجريدة أخلاقية منكرة وأسلوب
رخيص للكيد والدس، لا يحسنه إلا الضعفاء والجبناء، ولا يستطيعه
إلا الأراذل والتافهون، لا يكثر إلا في الظلام، ولا ينتشر إلا حين
يغيب الإيمان ويتوارى الورع في تلافيف المعصية، يزرع الإِحن ويبذر
الأحقاد، ويدمر المجتمعات، ينقض عرى الأخوة والصداقة، وينغص
الحياة الذانئة بالذموم، والغموم والآلام المتلاحقة.
إنه اعتداء صارخ على الأعراض وظلم فادح، وإيذاء ترفضه
العقول وتمجه الطباع، وتأباه النفوس الكريمة، وكبيرة من كبائر الذنوب
وَالَّذِينَ يؤُْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيِْْ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ
احْتَمَلُوا بهُْتَانًا وَإِثْْماً مُبِينًا .] ]الأحزاب: 85
وإلى جانب ذلك كله فإنه رفض لمقتضيات الأخوة والمحبة والنصرة
والود، بتُ الدؤمنتُ.
من أجل هذا جاء التحذير من الوقوع فيه، أو اقتًرافه بأي شكل من
الأشكال. وجاء وصف الواقعين فيه بأبشع الصفات قال تعالى أَيُُِحبُّ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لََْحمَ أَخِيه مَيْتًا فَكَرِهتُمُوه .] ]الَجرات: 21
وقال يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا «
المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في
.» جوف بيته
فلنتجنب جميعا هذا السم الناقع والداء الخبيث ولا نسمح لأي
شخص كائنا من كان أن يستبيح الأعراض في مجالسنا وبيوتنا فضلا
عن غيرها.. ولنقف بعزم أمام كل خائض بائس يريد أن يلوثها
بأمراضه وأحقاده وأوبائه.. ولنذب عن أعراض إخواننا الدسلمتُ فإن
في ذلك نصرًا للمغتاب وحماية للمجتمع من الانزلاق في حمأة الدس
والتشويه.. وهو علاوة على ذلك من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى،
ففي الحديثمن رد عن عرض أخيه بالمغيبة
كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة
والطبراني بإسناد حسن.
ما من امرئ ينصر امرأ مسلما في موطن . وفي حديث آخر: ما من امرئ في موطن ينتقص فيه
من عرضه وتنتهك فيه حرمته الا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته.
رواه أبو داود وأحمد بإسناد حسن. .
فلنطهر ألسنتنا من كل ما يغضب الله ويجلب سخطه ومذمته....
» نوال بنت عبد الله « لنلق الله على أحسن حال، وشكر الله لأختنا
على ما بذلته من جهد طيب مبارك وأحسن الله إليها.
نسأل الله تعالى أن يعصمنا جميعا من كيد الحاقدين، وفتن
الظالمين، وتسويل الشياطين. والحمد لله حمدا كثثيرا طيبا مباركا كما
يحب ويرضى.
كتبه
الوليد بن عبد الرحمن الفريان
1211 ى /11/ الرياض
02